الجمعة، 25 أغسطس 2017

مضاعفة الأجر في الأيام العشر..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة


الخطبة الأولى
الحمد لله الذي فضل الأيام العشر، وأجزل فيها المثوبة والأجر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، الداعي إلى رحمة الله ورضوانه، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).
أيها المصلون: إن الله عز وجل خلق الزمان بقدرته، وفضل بعضه على بعض بحكمته، قال سبحانه:( وربك يخلق ما يشاء ويختار). وقد خص عشر ذي الحجة بمزيد من الشرف، فأقسم بها لعظيم منزلتها فقال تعالى:( والفجر* وليال عشر). فهي أفضل أيام العام، قال صلى الله عليه وسلم:« أفضل أيام الدنيا أيام العشر».
فلماذا تميزت عشر ذي الحجة عن غيرها من الأيام؟ تميزت لأنها جمعت أفضل الأيام وأكرمها، ففيها يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار، من يوم عرفة».
وفيها يوم العيد، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عظيم القدر عند الله، قال صلى الله عليه وسلم :« إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر». كما اجتمع فيها من أنواع العمل الصالح ما لم يجتمع في غيرها، من صلاة وصيام وحج وصدقة ودعاء.
عباد اللهكيف نغتنم الأيام العشر؟ يغتنمها المسلم بكثرة الأعمال الصالحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام». يعني أيام العشر، فهي من أعظم مواسم الطاعات، التي يحرص فيها المسلم على التسابق إلى الله تعالى بفعل الخيرات، التماسا للرحمات، وطلبا لزيادة الحسنات، ورغبة في محبته سبحانه، ودخول جنته، فيحافظ على الفرائض والواجبات، ويكثر من النوافل والمستحبات؛ عملا بقوله عز وجل في الحديث القدسي:« وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه». فالفرائض والنوافل طاعة إلى الله وقربى، وهي في الأيام العشر أزكى ثوابا وأعظم أجرا، قال النبي صلى الله عليه وسلم :« ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى».
فالصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي مقدمة القربات، إذا صلحت صلح سائر العبادات، أمر الله تعالى بإقامتها والمحافظة عليها، قال سبحانه:( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين). وحث النبي صلى الله عليه وسلم على إتمام ركوعها وسجودها، وتحقيق خشوعها؛ ليظل المسلم على صلة بربه سبحانه، والأيام العشر من ذي الحجة الثواب فيها مضاعف للمصلي فرضا كان أو نفلا.
وكذلك الصيام من أخلص العبادات لله تعالى، فعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر والخميس.
والصيام مما يستحب في هذه الأيام، ويتأكد استحبابه في يوم عرفة، فصيامه يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة آتية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». والصدقة برهان». أي على صدق الإيمان، والرغبة في التقرب إلى الرحمن، والأجر مضاعف للمتصدق في هذه الأيام، وفي الدعاء يلجأ المرء إلى الله، ويتضرع بين يديه، ويقبل بقلبه عليه، فيستجيب الله دعوته، قال سبحانه:( ادعوني أستجب لكم). فاشتملت الأيام العشر من ذي الحجة على تلك الأعمال العظيمة، التي هي في مقدور كل منا، ومن خير الأعمال وأزكاها ذكر الله، فهو يصعد إلى الرحمن؛ قال تعالى:( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« الذين يذكرون من جلال الله من تسبيحه، وتحميده، وتكبيره، وتهليله، يتعاطفن حول العرش، لهن دوي كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن، ألا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله شيء يذكر به؟». فهذه التسبيحات والتحميدات والتكبيرات؛ تصعد فتطوف بعرش الرحمن تذكر اسم صاحبها في هذا المكان المهيب الجليل، وذلك من معاني قوله عز وجل:( فاذكروني أذكركم).
وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكثر في هذه الأيام المباركة من ذكر الله تعالى فقال:« ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». فهن الباقيات الصالحات، وغراس الجنة.
فاللهم وفقنا لاغتنام الأيام العشر، وضاعف لنا فيها الثواب والأجر، وتقبل صالحات أعمالنا، وارزقنا شكر نعمك، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد الأمين صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل.
أيها المصلون: إن من العبادات التي يغتنم المرء أجرها في هذه الأيام المباركة؛ جميع أعمال البر، والإحسان، والسعي في حاجة الآخرين، وإدخال السرور على قلوبهم، فذلك من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم».
فهل نحرص على اغتنام هذه الأيام المباركة؟ وهل نعود بناتنا وأبناءنا على استثمار الأوقات في الخيرات؟
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا». اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنك قد مننت علينا بوطن التسامح والمحبة؛ فاجعل العفو شيمتنا، والتسامح خلقنا، والتراحم سلوكنا، والعطاء دأبنا. اللهم زد الإمارات علما وحضارة، وبناء وازدهارا، ورقيا وجمالا.
اللهم ارزقنا حب القراءة والكتاب وطلب العلم. اللهم اجعل ألسنتنا رطبة بذكرك، ناطقة بشكرك، محسنة إلى خلقك. اللهم ارحم شهداء الوطن وقوات التحالف الأبرار، اللهم اجز خير الجزاء أمهات الشهداء وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا، اللهم انصر قوات التحالف العربي، الذين تحالفوا على رد الحق إلى أصحابه، اللهم وفق أهل اليمن إلى كل خير، واجمعهم على كلمة الحق والشرعية، وارزقهم الرخاء يا أكرم الأكرمين. اللهم انشر الاستقرار والسلام في بلدان المسلمين والعالم أجمعين.
اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين. اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ونسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك،وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).


تنبيه رسمي وارد من الهيئة العامة
للشؤون الإسلامية والأوقاف
يلقى عقب صلاة الجمعة 25/8/2017
أيها المسلمون: تقوم هيئة الهلال الأحمر بدولة الإمارات العربية المتحدة بمشروعات خيرية، ومنها مشروع كسوة العيد، وحملة الأضاحي التي أطلقتها تحت شعار "إسعادهم عيدنا" وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر نساهم في مساعدة المحتاجين وقضاء حوائجهم.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد.