الخميس، 7 ديسمبر 2017

الرزق وأسبابه..خطبة الجمعة اليوم بجميع مساجد الدولة

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّزَّاقِ الْكَرِيمِ، يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ‏مِنْ عِبَادِهِ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا ‏شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ ‏صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ‏أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ‏‏( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ ‏مُؤْمِنُونَ) .‏‎ ‎ 
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يَقُولُ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ ‏الْمَتِينُ)‏‎ ‎‏. وَمَعْنَى الرَّزَّاقِ أَيْ كَثِيرُ الرِّزْقِ وَالْعَطَاءِ، فَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏خَيْرُ الرَّازِقِينَ، وَعِنْدَهُ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَدُهُ مَمْلُوءَةٌ بِالْخَيْرِ ‏وَالْعَطَاءِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏?‏ :«إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، ‏سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ ‏لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ ». ‏ أَيْ لَمْ يَنْقُصْ مِنْ خَزَائِنِ رِزْقِهِ شَيْءٌ، فَيَا لَهُ مِنْ إِلَهٍ عَظِيمٍ كَرِيمٍ، تَكَفَّلَ ‏بِرِزْقِ خَلْقِهِ أَجْمَعِينَ ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ‏وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) . ‏‎ ‎سُبْحَانَهُ ‏لَا يَغْفَلُ عَنْ مَخْلُوقٍ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، مَهْمَا صَغُرَ حَجْمُهُ أَوْ قَلَّ ‏شَأْنُهُ، وَلَا يَنْسَى الأَجِنَّةَ فِي الأَرْحَامِ؛ فَلَا يَقْدِرُ أَهْلُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ‏أَنْ يُنْقِصُوا مِنْ رِزْقِ الإِنْسَانِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ، وَلَا أَنْ يَزِيدُوا فَوْقَهُ، فَإِذَا أَيْقَنَ ‏بِذَلِكَ اطْمَأَنَّ قَلْبُهُ. وَارْتَاحَتْ نَفْسُهُ، وَطَابَ خَاطِرُهُ.‏ 
وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ: أَنَّ الرِّزْقَ هُوَ كُلُّ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَى ‏عِبَادِهِ، فَالصِّحَّةُ رِزْقٌ، وَالْعِلْمُ رِزْقٌ، وَالأَخْلَاقُ رِزْقٌ، وَالْعَمَلُ رِزْقٌ، وَالزَّوْجُ ‏وَالزَّوْجَةُ وَالأَوْلاَدُ رِزْقٌ، وَالْمَالُ وَرَاحَةُ الْبَالِ رِزْقٌ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ ‏وَعَطَايَاهُ ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ ‏رَحِيمٌ)‏‎ .‏ وَإِنَّ النَّاسَ يَتَفَاوَتُونَ فِي أَرْزَاقِهِمْ لِحِكْمَةٍ رَبَّانِيَّةٍ؛ وَمَشِيئَةٍ إِلَهِيَّةٍ؛ قَالَ ‏تَعَالَى: ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) .‏‎ ‎ وَبِهَذَا التَّفَاوُتِ بَيْنَ النَّاسِ يَخْدِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قَالَ سُبْحَانَهُ:( ‏نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ ‏فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ ‏خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) . وَعَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَسْعَى لِتَحْصِيلِ رِزْقِهِ.‏ 
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ السَّعْيَ لِطَلَبِ الرِّزْقِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، ‏وَلَا يَتَعَارَضُ مَعَ تَقْدِيرِ اللَّهِ لِلْأَرْزَاقِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا شَابٌّ، ‏فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ بِأَبْصَارِنَا قُلْنَا: لَوْ أَنَّ هَذَا الشَّابَّ جَعَلَ شَبَابَهُ وَنَشَاطَهُ ‏وَقُوَّتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ مَقَالَتَنَا فَقَالَ:« مَنْ ‏سَعَى عَلَى وَالِدَيْهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى عَلَى عِيَالِهِ فَفِي ‏سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيُعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ». ‏ فَمَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى عَمَلِهِ أَوْ وَظِيفَتِهِ أَوْ تِجَارَتِهِ يَبْتَغِي رِزْقَهُ ‏الْمُقَدَّرَ لَهُ فَهُوَ فِي طَاعَةٍ للَّهِ تَعَالَى، وَلَنَا فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ ‏وَقُدْوَةٌ، فَقَدْ عَمِلَ ‏‏ بِالرَّعْيِ ثُمَّ التِّجَارَةِ، وَعَمِلَ أَصْحَابُهُ رَضِيَ ‏اللَّهُ عَنْهُمْ بِالتِّجَارَةِ وَغَيْرِهَا طَلَبًا لِلرِّزْقِ، فَسَاعَدَهُمْ عَلَى فِعْلِ ‏الْخَيْرَاتِ، وَالتَّسَابُقِ فِي الْمَبَرَّاتِ، فَكَانَ الْمَالُ نِعْمَ الْعَوْنُ لَهُمْ عَلَى ‏طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهَكَذَا حَثَّنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ عَلَى طَلَبِ الرِّزْقِ ‏بِالْحَلَالِ، فَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ ‏ فَدَعَا ‏النَّاسَ فَقَالَ: « هَلُمُّوا إِلَيَّ» فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ فَجَلَسُوا فَقَالَ:« هَذَا ‏رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ جِبْرِيلُ نَفَثَ فِي رُوعِي: أَنَّهُ لَا تَمُوتُ ‏نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَلَيْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ ‏وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَأْخُذُوهُ ‏بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ». 
‏ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: مَا هِيَ أَسْبَابُ سَعَةِ الرِّزْقِ وَبَرَكَتِهِ؟ 
‏ إِنَّ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَبٌ فِي سَعَةِ الرِّزْقِ، قَالَ تَعَالَى: ( وَمَن ‏يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) . ‏ وَشُكْرُ اللَّهِ تَعَالَى وَحَمْدُهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَى الإِنْسَانِ سَبَبٌ ‏لِزِيَادَةِ الرِّزْقِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ ‏لَأَزِيدَنَّكُمْ).‏ وَيَرْتَبِطُ بِالشُّكْرِ أَكْلُ الْحَلَالِ؛ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ اسْمُهُ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ‏آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ ‏تَعْبُدُونَ). ‏ وَصِلَةُ الرَّحِمِ جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى سَبَبًا فِي سَعَةِ الرِّزْقِ، وَهَنَاءَةِ ‏الْعَيْشِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، ‏وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». وَبَسْطُ الرِّزْقِ: تَوْسِيعُهُ ‏وَكَثْرَتُهُ، وَالْبَرَكَةُ فِيهِ. فَصِلَةُ الرَّحِمِ تَفْتَحُ لِلْإِنْسَانِ أَبْوَابَ الرِّزْقِ، ‏وَإِنَّ الدُّعَاءَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَزِيدُ الرِّزْقَ وَالْعَطَاءَ. ‏ 
وَإِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ الرِّزْقَ بَرَكَةً، وَتَجْلِبُ عَطَاءَ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ رَسُولُ ‏اللَّهِ ‏:« قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ». ‏ وَكُلُّ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ تَزِيدُ مِنْ عَطَاءِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ ‏وَتَعَالَى:( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ‏وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ).‏‎ ‎فَاللَّهُمَّ ارْزُقْنَا رِزْقًا حَلَالًا طَيِّبًا، وَبَارِكْ ‏لَنَا فِيهِ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ‏الأَمِينِ ‏ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ: ( يَا أَيُّهَا ‏الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ).‏ نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.‏ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.‏ 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ مبادرة وَلِيف التطوعية لخدمة كبار السن 
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ ‏لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ ‏وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، ‏وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. ‏ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ‏واعْلَمُوا أَنَّ كِبارَ السِّنِّ مِنَ الرِّجالِ والنساءِ هُمْ مِنَ الضُّعفاءِ الذينَ نُنْصَرُ ‏ونُرْزَقُ بِهم، قال النبيُّ :«هل تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلا بِضُعَفائِكم». ‏و قال النبيُّ ‏: «إنَّما يَنصرُ اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ بضَعيفِها، بدَعوتِهِم ‏وصَلاتِهِم ، وإخلاصِهِم».‏ 
واعْلَمُوا عبادَ اللهِ أنَّ الوفاءَ لِكِبارِ السِّنِّ دَيْنٌ يجبُ أداؤُهُ علَى أفرادِ المجتمعِ ‏بصفةٍ عامَّةٍ وعلَى الشبابِ بصفةٍ خاصَّةٍ لِأنهم الأقدرُ علَى الأداءِ والوفاءِ.‏ والوفاءُ لِكِبارِ السِّنِّ يكونُ بتأمينِ وتوفيرِ الخدماتِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ ‏والصحيةِ والنفسيةِ والرُّوحيةِ والثقافيةِ.‏ وأفضلُ ما يَتَطَّوَعُ به المتطوعونَ مِنَ الشبابِ وغيرِهم هو العنايةُ والرعايةُ بِكبارِ السِّنِّ ‏الذينَ هم بِأَمَسِّ الحاجةِ إلى الرِّعايةِ الاجتماعيةِ التي تَصِلُهم بِذَوِيهم وأرحامِهم ‏وجِيرانِهم وأصدقائِهم، لِأنَّ أصعبَ شيءٍ علَى كبارِ السِّنِّ أنْ يَرَوْا أنفُسَهم مَعْزُولِينَ أو ‏مُبْعَدِينَ عَنِ الحياةِ الاجتماعيةِ، لايُشارِكُونَ غَيْرَهم جلساتِهم ومُنْتَدَياتِهم.‏ وهذا عمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه كان يَتَعَهَّدُ عَجُوزًا كبيرةً في بعضِ أحياءِ المدينةِ ‏، فَيَسْقِي لها ويَقُومُ بأمرِها ، فكان إذا جاءَها وجدَ غيرَه قد سَبَقَهُ إليها ، فَرَصَدَه عُمَرُ ‏فإذا هو أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي اللهُ عنه الذي يَأتِيها وهو يومئذٍ خليفةُ رسولِ اللهِ !‏ ‏ وإحياءً لهذا الوفاءِ لِكِبارِ السِّنِّ أطلقتْ هيئةُ تنميةِ المجتمعِ بدبي (مبادرة وَلِيف ‏التطوعية لخدمة كبار السن) فلْنُبَادِرْ جميعاً إلى تفعيلِ هذه المبادرةِ الكريمةِ .‏ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ ‏اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا ‏تَسْلِيمًا). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏:« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ ‏عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا».‏ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، ‏وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ ‏سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَ الْوَطَنِ الأَوْفِيَاءَ، وَارْفَعْ ‏دَرَجَاتِهِمْ فِي عِلِّيِّينَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، وَاجْزِ أُمَّهَاتِهِمْ وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ ‏جَمِيعًا جَزَاءَ الصَّابِرِينَ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، ‏الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ إِلَى أَصْحَابِهِ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ. ‏ اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. ‏ اللَّهُمَّ زِدِ الإِمَارَاتِ بَهْجَةً وَجَمَالاً، وَاكْتُبْ لِمَنْ غَرَسَ فِيهَا هَذِهِ الْخَيْرَاتِ ‏الأَجْرَ وَالْحَسَنَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ‏ 
اللَّهُمَّ وَفِّقْ رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ ‏مَوْفُورَ ‏الصِّحَّةِ ‏وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، ‏وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ ‏الشَّيْخ محمد بن ‏راشد لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، ‏وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ ‏وأولياءَ عُهُودِهِمْ أَجْمَعِينَ.‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ ‏الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ رَاشِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ ‏انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ ‏عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. ‏ اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ ‏عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. ‏ 
اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ ‏أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ.‏ اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق